تغطية الانتخابات والاستفتاءات

يجب الأخذ في الاعتبار وأنّ المادّة الإعلاميّة التي تقدّمها المؤسّسة، تكون محلّ مراقبة شديدة من قبل مختلف الأطراف المعنيّة بالإنتخابات مثل الأحزاب السّياسيّة وهيئة تنظيم الانتخابات والجمهور. ويمكن أن تبدأ هذه المراقبة حتّى من قبل الانطلاق الرّسمي للحملات الانتخابيّة. لذلك يجب التقيّد التّامّ بمبادئ الحياد والتّوازن والنزاهة  سواء أثناء تغطية الحملات الانتخابيّة أو يوم الاقتراع والإعلان عن النّتائج.

دور المؤسّسة الإعلاميّة في العمليّة الانتخابيّة:

تقوم المؤسسة بوصفها مرفقا عموميّا مخوّلا رسميّا بتغطية الحملات الانتخابيّة. لذلك تتولّى في إطار هذه الخدمة بـ :

توضيح القوانين والإجراءات الخاصّة بالعمليّة الانتخابيّة للجمهور.

المساهمة في التعريف بالبرامج الانتخابيّة للأحزاب السّياسيّة.

مساءلة الأحزاب عن فحوى برامجهم لتمكين الجمهور من فهم أكبر لمضامينها.

تطبيق الدقّة في الحملات الانتخابيّة:

تتطلّب تغطية الانتخابات التقيّد الصّارم بالمبادئ الأخلاقيّة للسّياسية التحريرية من حيث:

على الإعلاميّين المكلّفين بتغطية الانتخابات أن يكونوا مطّلعين اطلاعا كاملا على:

القوانين الانتخابيّة.

دارسين لفصول الدستور ذات الصّلة.

عارفين بأهمّ الأحزاب السّياسيّة المشاركة واتّجاهاتها وأهمّ شخصيّاتها وأيّة تحالفات فيها أو انقسامات داخلها.

يحبّذ أن تتولّى المؤسّسة تنظيم دورة تدريبيّة قبل أيّة انتخابات لتأطير الإعلاميّين المكلّفين بالتّعامل مع التّغطية الانتخابيّة.

يجب التشاور مع الممثل القانوني للمؤسسة لاجتناب الوقوع في خطا قانوني أو أخلاقي، ويتوجب على المؤسسة توفير مستشار قانوني لفترة الانتخابات.

وتتطلب الدقة في تغطية الإنتخابات أن يقوم الإعلامي ب:

بالتثبّت في أسماء المرشحين.

ذكر أرقام دقيقة عن المشاركين في المناسبات الانتخابية.

نقل الكلام الذي يقوله المرشحون بأمانة مطلقة.

يجب ألاّ يطغى عامل السرعة على مصداقية الخبر.

تطبيق الحياد في الحملات الإنتخابيّة.

لتحقيق الحياد،  يمكن اعتبار سلسلة من البرامج التي تحمل الاسم نفسه ، ولها مواعيد بثّ قارّة، بمثابة برنامج واحد ممتدّ على فترة زمنيّة. وينظر إليها ككل. وفي هذا الصدد، يجب أن تكون هذه النّوعيّة من البرامج ومحتوياتها مبرمجة مسبقا، ويجب الإعلان عن تواريخ ومواعيد السلسلة منذ الحلقة الأولى منها.

يمكن تطبيق الحياد على فترة زمنيّة ما. أي أنّه وعلى سبيل المثال، ليس بالضّرورة ان تكون وجهتا النظر المختلفتان في نفس النّشرة أو الحلقة من البرنامج، بل يمكن أن يكون الرّأي المخالف في حلقة لاحقة حسب دوريّة النشرة أو البرنامج وفي وقت زمنيّ معقول.

لكنّ حقّ الرّد على اتهام صادر ضدّ شخص غير حاضر، فيجب التّعجيل به في أوّل نسخة لاحقة من النشرة أو البرنامج.

يجب على منتجي النّشرات والبرامج أن يفسحوا المجال لمجموعة واسعة من الأفراد ووجهات النظر والحجج.

يجب الانتباه عند تغطية الأنشطة الجكومية في النشرات والبرامج الإخبارية أثناء الحملات الانتخابية إلى ألا تكون هذه الأنشطة في إطار الحملة الانتخابية للحزب الحاكم.

وفي المجمل، وخاصّة في فترة الحملات الانتخابات، وقبلها، فإنّ دعوة سياسيّ لحضور نشرة إخباريّة أو برنامج ما، يجب أن يكون الاستثناء وليس القاعدة، ويجب أن يكون مبرّرا وبقرار على لا يقلّ عن رئاسة التّحرير.

وفي كلّ الحالات، تلتزم المؤسّسة باحترام القوانين والإجراءات الخاصّة بتغطية الانتخابات سواء الصّادرة عن الجهة المنظمة للإنتخابات، أو ما تتضمّنه القوانين التّنظيميّة.

لكن من المهمّ أن تقوم إدارة المؤسّسة بوضع مدوّنة سلوك  خاصّة بتغطية أيّة انتخابات وكيفيّة إذاعة نتائج استطلاعات الرّأي.

كما يجب أخذ أيّ تشكّيات من أيّ طرف معنيّ بالانتخابات بكلّ جدّية.

الحياد في تغطية الانتخابات يوم الاقتراع: يتمّ يوم الانتخابات، الاقتصار في التغطية الإخباريّة على المواضيع التي لا جدال فيها مثل  توجّه الناخبين لصناديق الاقتراع، وظهور السّياسيين في مكاتب الانتخاب. لكن يجب تماما تفادي أيّة مواضيع كانت محلّ نقاش أو مواجهات بين الأحزاب أثناء الحملة الانتخابيّة وعدم العودة إليها لأيّ سبب من الأسباب. وحتّى وإن جدّت أحداث أو تصريحات حول مثل هذه المواضيع يوم الانتخاب، فيجب تجاهلها تماما حتّى لا تتّهم وسيلة الإعلام بالسّعي إلى التّأثير على قرار النّاخب.

الإنصاف والتّوازن في تغطية الانتخابات: يكون تحقيق الإنصاف بالتعامل على قدم المساواة مع كل المرشحين في كنف الحياد التامّ والشفافية. ويكون التوازن بعرض أطياف الرأي المختلفة، مع ضرورة التأكد من حصول الأحزاب والأطراف كافة على التغطية الإعلامية المتكافئة.

النزاهـة في تغطية الإنتخابات:

الشّروط الواجب توفّرها في الإعلاميّين المكلّفين بتغطية الإنتخابات.

أن لا يكون له أيّ منصب أو نشاط في أيّ صلب حزب أو حركة سياسية.

ألاّ يعبّر عن أيّة مواقف سياسيّة أو آراء شخصيّة يمكن أن تؤثّر على الجمهور أو تخرج به عن حياده بما يؤثّر على مصداقيّته ومن وراء مصداقيّة المؤسّسة.

أن يتمسك بالمعايير المهنيّة  في مواجهة أيّة ضغوط داخليّة أو خارجيّة. وعليه أن يعلم مرؤوسيه بأي محاولات من الأطراف الانتخابية لإغرائه والتأثير على عمله.

ويمنع على أيّ إعلاميّ في المؤسّسة منعا باتّا أن يشارك في أيّة حملة انتخابية أو نشاط مهما كان نوعه لأيّ حزب أو حركة سياسيّة وخاصّة أثناء الحملات الانتخابيّة حتّى لو لم يكن عضوا فيها.

الانتباه أثناء البرامج التي يشارك فيها الجمهور وخاصّة منها المباشرة، وطيلة الحملة الانتخابيّة، ألّا تكون الانتخابات موضوع البرنامج، ويجب منع أيّ مشارك من الخوض في موضوع الانتخابات.

استطلاعات الرأي: الخاصّة بالانتخابات والاستفتاءات.

قد تكون نتائج استطلاعات الرأي مفيدة في معرفة النوايا الانتخابيّة للجمهور، إلا أن الحذر واجب في استخدامها كمادة موثوق منها، لذا يجب:

ألّا تكون نتيجة استطلاع الرّأي أوّل خبر في النّشرة.

ألاّ تدرج في العناوين الرئيسيّة.

التوضيح بأن نتائج استطلاع الرّأي لا تعني الإثبات، بل هي مجرد استنتاج عام بشأن خيارات النّاخبين. لذا من المهمّ  تفادي أيّة لغة تعطي نتائج استطلاعات الرّأي وزنا أكثر ممّا تستحقّه. ويجب القول وإنّ استطلاعات الرّأي "تشير إلى"،  وليس "توكّد" أو "تثبت".

تفادي نقل تفسيرات وتحليلات الطرف الذي أجرى الاستفتاء على النتّائج التي تحصّل عليها، حتّى لا تظهر هذه النّتائج وكأنّها حقيقة.

يجب ذكر الجهة التي قامت باستطلاع الرّأي ولفائدة من، وبأيّ تاريخ، وإذا كان بالهاتف أو بالأنترنات أو مباشرة مع الناخبين.

كما يجب ذكر نسبة الخطأ المحتملة في نتائج استطلاع، ومقارنتها بنتائج استطلاعات أخرى حول الموضوع نفسِه إن وجدت.

يمكن لأيّة نتائج استطلاع للرأي تجرى يوم الإنتخابات أن تبثّ قبل إغلاق مكاتب الاقتراع.

يحق للصحافي أن يرفض إنجاز عمل كلف به، عندما يكون هذا العمل مخالفا للمبادئ الأخلاقية المنصوص عليها في هذا الميثاق، على أن يقدم المبررات الداعمة لرفضه، ولا يفضي الرفض إلى عقوبة أو ضرر أو إعفاء.